موريتانيا : الشركات الأجنبية تدمر البيئة وتنهب الذهب

تنويه : كتبت هذه التدوينة كمشاركة  مني في حملة دون ضد شركات التعدين الأجنبية 



يخرج من باطن الأرض الخير والنماء للبشر السائرين على ظهرها إن أحسنوا استغلاله  والتعامل بحكمة  مع مخاطره وإلا فيكون مصدرا للفناء والهلاك والاندثار...فبين طبقاتها وفي جبالها وصخورها معادن نفيسة تستطيع تغيير حال الناس ونقل الأمم من القاع إلى الصفوف الأمامية .
وأرض موريتانيا الشاسعة  تحتضن بكل ود ودفئ أفضل تلك الخيرات فالذهب والنحاس موجودان  بكثافة بين أحضان جبالها .ففي موريتانيا يوجد ثمانية  مناجم  ذهب كبيرة والبحث مازال ساريا عن مواطن أخرى .كذلك يوجد منجم نحاس وذهب مشتركين حيث يتم في  هذا المنجم استخراج  النحاس والذهب على شكل صخور وبعد ذلك يتم الفصل بينهم ، وأصبحت  موريتانيا تحوي ثاني أكبر منجم للذهب في العالم  بعد أن قامت شركة" كينروس" الكندية  بتوسعة منجم" تازيازت وهو منجم في الفضاء المفتوح يقع شمال غرب موريتانيا على بعد 300 كيلومتر شمال العاصمة نواكشوط.
أيضا تزخر موريتانيا بمعادن ثمينة أخرى مثل الحديد وغيره ولكن مازالت لا تذكر إلا في قائمة أفقر عشر دول في العالم ...مازالت تفتقر لأبسط مقومات الدولة المدنية الحديثة ...مازال الفقر هو سيدي الموقف فنسبة الفقر المدقع تتجاوز 60%...فقصة النهب تحكي كل يوم وسيمفونية تدمير البيئة هي الأشهر .
تفاهة مردودية الذهب على موريتانيا :
شعرت بالغيظ  والحنق عند قراءتي لخبر  في بوابة الأهرام المصرية يقول أن  :
" محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة جلسة 30 أكتوبر المقبل للنطق بالحكم في الدعوى القضائية المقامة المطالبة بإبطال عقد استغلال منجم السكري للذهب الموقع بين الحكومة وإحدى الشركات الخاصة."
والسبب هو أن مقيم الدعوى  يرى  :
 أن نصوص الاتفاقية تضمنت على أن تحصل شركة "سنتامين" مصر على 50% من الذهب المستخرج على أن تحصل مصر على النصف المتبقي، يشكل إجحافا بحق المصريين، ذلك أن الشركة قدرت حصتها ب25 مليون أوقية قابلة للزيادة على مدار 20 سنة.. لافتا إلى أن قيمة الأوقية بالسعر الحالى ألفا دولار وبذلك تكون قيمة الذهب المتوقع استخراجها من هذا المنجم تساوى 50 مليار دولار يحصل المستثمر الأجنبى على نصفها بمفرده. 
المصريون يطالبون بأخذ كامل حقهم رغم أنهم يأخذون 50 % ونحن يوقع نظامنا اتفاقيات مع  شركات أجنبية لا تعطينا من ذهبنا ونحاسنا الذي تستخرج   سوى 4%  و25% من ضريبة الأرباح التي يترك تحديدها لحسن نية الشركة وذلك في أحسن الاحوال وفي عقود أخرى تعطينا فقط 3%.
ولد المشظوفي العامل الذي قتله الحرس الوطني أثناء إحتجاج عمال mcm
...اتفاقيات تعيد إلى الأذهان ذلنا زمن  الاحتلال ...وعندما نحتج نقمع وحين يطالب عمال المناجم فينا بحقوقهم يقتلون ويسرحون من أعمالهم ...شعرت أن المشظوفي الذي قتله الحرس بدم بارد  لأنه احتج على إجحاف شركة نحاس موريتانيا " mcm  " بعمال موريتانيا واحتقارها لهم يقتل كل يوم مادمنا ساكتين على هذه النسبة ووضعية العمال ...وولد "كريفيت" الذي تم تسريحه لأنه تجرأ وطالب  بأن تصان كرامة العامل الموريتاني نحن من سرحه بسكوتنا على جرائم هذه الشركات التي تنهب ثروتنا بكل عجرفة .
شركات تدمر البيئة :
بعد قدوم الشركات الأجنبية التي تستخرج الذهب والنحاس إلى موريتانيا بدأ الوضع البيئي يتدهور في المنطقة التي تحتوي على المناجم .لوحظت إصابات بأمراض وسرطانات جديدة على المنطقة بين العمال والسكان المحليين أيضا بدأت الحيوانات تنفق بشكل كبير ومقلق .
صورة لنفوق جماعي للحيوانات في منطقة مناجم الذهب 
هذا الوضع قدم  حوله  احمد ولد محمد الامين  المحامي والناشط في مجال محاربة تدمير الشركات الأجنبية لبيئة موريتانيا شهادة :
قد لوحظ انتشار الموت المفاجئ للصبية والشباب والشيوخ وقد قدمنا لائحة بذالك للمحكمة ومن بين من مات فجأة من قدم لي وكالة معربا عن تضرره كما اتصلت بي مجموعة من النسوة والأسر تعاني من الإجهاض وموت المواليد المبكر إضافة إلى أن للشلل نصيبه الأوفر كما ذكر لي طبيب له فترة من الزمن في الولاية أن أمراضا كثيرة ظهرت كالربو والصداع...الخ ولاحظ تجاهل وزارة الصحة للموضوع كما توجد حالات تسمم بسبب الروائح الكريهة التي تصدر من  الشركة وحالات التسمم هذه أدت إلى  نفوق  عشرات رؤوس الماشية من الإبل  بعد أن اقتربت من أحواض
صورة للعامل ولد خيري تظهر حروقه "موقع السراج"
 أيضا أدلى " ابوه ولد محمد خيري "العامل في شركة بشهادة بعد تعرضه لبعض المواد السامة التي تستخدمها شركة mcm  تحدث فيها عن إصابته بحروق في كامل جسده وسط وتجاهل من الشركة و عن حدوث إصابات عديدة بين العمال...وعن حالة زميله أحمد ولد الناه الذي  توفي مباشرة بعد أن سقطت عليه كميات من مسحوق سيانيت القاتل سنة 2006 في نفس الشركة.

وتطرق إلى انعدام إجراءات الأمان في الشركة  فالعمال يباشرون عملهم وسط غياب تام لمظاهر السلامة والحماية من السموم .
تحدث كذلك تقرير خبرة عن مخاطر شركة MCM (شركة النحاس باكجوجت) أعده الخبير الفلاحي محمد الأمين ولد أحمد بتكليف من محكمة الإستئناف بنواكشوط ونشره موقع الأخبار الموريتاني .حيث قال أن  شركة MCM "اعترفت بوجود خطر سمي على البيئة والكائنات الحية، وهو سم "اسيانير" أو اسيانيد Cyanide، وذكرت أنه مخزن في حاويات وبداخلها أكياس، والجميع في سياج خاص به، لكنه غير كاف لأن السياج لايقى من أي شيء –حسب التقرير - فالمهم رقابة ميدانية يترأسها مختص في هذه السموم".
صورة من مخلفات شركات mcm "موقع "getoutmcm."
وقال التقرير أن إدعاء الشركة أنها تمتلك مخططا بيئيا  مجرد كذب وافتراء مؤكدا أن وزارة البيئة ومن خلال تقرير رسمي "أكد أن شركة MCM لا تمتلك أي مخطط بيئي".
وأكد التقرير أن  مخلفات الشركة من المياه بلغت يوميا ستة آلاف م3، وهي مخلفات غسيل المعادن إثر خلطها بمادة "اسيانيد" وغيرها من المواد السامة، مؤكداً أن هذه المخلفات هي مجال الخطر حيث أن الشركة لم تحدد كمية النفايات المعترف بها مما يؤكد عدم وضوح جوابهم، حيث أنهم اعترفوا بوجود نسبة قليلة من "اسيانيد"، قائلين إنها تحول إلى أحواض لها أغشية غير قابلة للنفاذية، لكن التقرير رأى أن هذه الأغشية معرضة للتحلل وحينها سيترسب "اسيانيد"، مؤكداً أن عمره الافتراضي 5 قرون، وأن أي شجرة في هذه البقعة من هذه الأرض ستكون مسممة وقاتلة لأي كائن حي يأكل منها على الفور.
 ذكر التقريرأيضا أن المادة المرتبطة باسيانيد تتبخر من الأحواض تحت تأثير حرارة الشمس، وأن نسبة اسيانيد السامة تبقى عالقة في الماء المتبخر الذي يتنقل بكل بساطة عبر الهواء إلى المناطق المجاورة حسب قربها وحسب قوة الرياح وحسب اتجاهها إضافة إلى الأمطار والتناسب طردي فكلما زاد النشاط الصناعي كلما زاد الخطر.
تجدر الإشارة أن مادة السيانيد  التي تستخدم شركة mcm هي الأرخص من ناحية الثمن ، و الأخطر على البيئة والإنسان فعند تعرض الإنسان  لها تتحد بالحديد الموجود بهيموجلوبين الدم و تجعل كرات الدم الحمراء عاجزة عن نقل الأكسجين لأجزاء الجسم المختلفة فيموت الإنسان فورا. وهناك مواد أخرى أقل إضرار بالبيئة لكن الشركة تفضل الربح السريع حتى ولو كان على حساب حياة الناس وتدمير البيئة .
صورة من مخلفات شركات mcm "موقع "getoutmcm."

وبدورها أكدت الكونفدرالية العامة لعمال موريتانيا(cgtm)ظهور بعض الأمراض التي يسببها" الرصاص والزئبق مثل  :"التسمم بالرصاص، والتهاب الدماغ الحاد،و الرعاش, وخلل المخيخ، والتهاب الفم ,والإسهال والمغص، والتهاب الكلي الآزوتيمي لدى بعض عمال شركةKINROSS "تازيازت " وذالك نتيجة لعدم إهتمام الشركة باجراءت الأمان .
كل هذه الماَسي والجرائم  تحدث وسط تواطؤ بين النظام الموريتاني والشركات الأجنبية ففي عام 2008 تم فصل مدير البيئية الأسبق المهندس الخليل ولد احمد خليفة  من إدارة البيئة  بعد يومين من تقديمه لدراسة تؤكد تمالؤ الشركة والدولة على المواطنين ومصالح الشعب الموريتاني وكشفه أدلة دامغة على وجود تلوث وتلاعب لا حصر له تقوم به الشركة.
 ومن أجل إضفاء مزيد من الضبابية حول الصفقات التي تمنح للشركات المنجمية الأجنبية  العاملة في موريتانيا قام البرلمان الموريتاني المنتهي الصلاحية  منذ فترة  بالمصادقة على مشروع قانون  يقضي بحق الحكومة الموريتانية إبرام أي صفقة تخص القطاع المنجمي من دون الرجوع إليه .
وهو ما يقضي مستقبلا على أي محاولة لمعرفة كنه هذه الصفقات ويؤكد الأخبار التي تقول أن الجنرال محمد ولد عبد العزيز يتقاضى عمولات عن كل صفقة تبرم من الشركات الأجنبية .
كل القصص والشهادات والمعلومات السابقة تفيد بأمر واحد وهو أن الشركات الاجنبية العاملة في مجال استخراج الذهب والنحاس في موريتانيا تقوم بتدمير البيئة وتنهب الثروة المعدنية  بدون عائد ملموس  على الدولة سوى عمولات قذرة للحكومة ورموز النظام ...بل على العكس فإن استخراجها للذهب والنحاس يمثل كارثة على  المواطن و الأجيال القادمة وخطر على أرضنا ...لذا فالوقوف  ضد هذه المهزلة  من أجل إنقاذ أنفسنا والعمل على  تأميم هذه الشركات ووقف بطشها وبطش النظام الذي يدعمها و استرجاع ثروتناوالسعي  إلى استخراج ثروتنا الطبيعية بطريقة تضمن حق الشعب وازدهار الدولة وتحافظ على بيئتنا وتوقف التلوث القاتل أصبح أمراً محتم علينا...فقد بلغ السيل الزبى وأصبحت القضية مسألة حياة أو موت مذل ...علينا خلق حراك شعبي قوي يدعم تحرك العمال حتى ننهي هذا الهوان .

أحمد ولد جدو 

المقاوم علاء عبد الفتاح سجين مرة أخرى !

علاء عبد الفتاح يحتضن إبنه الذي ولد وهو في سجن المجلس العسكري، ويقضى اليوم  أول عيد ميلاد له وهو في سجن السيسي
منذ بداياتي الأولى في التدوين والنشاط على الشبكة العنكبوتية وأنا أسمع عن ذلك الشاب اليساري المصري المقاوم علاء عبد الفتاح . أسمع عن نضاله ضد نظام مبارك و نشاطه من أجل انتصار الانسان في وطنه الذي يسكن وجدانه ويتغلغل في مكنونات روحه . كنت أتابع تلك السمفونية المصرية الملهمة حد الإنبهار. فقد كانت قصة ذلك المدون السيزيفية  تعبيراً عن الحالة المصرية الملتهبة و المتوثبة نحو التغيير والثورة... فحين يعلو صوت المد الجماهيري يظهر ذلك على صفاحات مدونته و حين يشتد بطش النظام تسمع إسمه من بين المعتقلين والمقموعين . فقد ذاق صاحب القلب الثائر الرافض "لكتالوج النظام "مرارة السجن في عهد مبارك حيث حبس خمسة وأربعين يوماً فقط لأنه إحتج مع الإنسان المصري على وضعه المزري. وحين بدأت الاحتجاجات على طريقة  إدارة المجلس العسكري لمصر في سنة 2011 بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير كان مصيره السجن و ذلك لمدة الشهر حرم فيها من حضور إبنه إلى عالمنا البائس ...حرم من مشاركة عائلته فرحها (كان علاء عبد الفتاح خارج مصر وتم استدعائه ليحاكم عسكريا فقرر الرجوع إلى مصر من أجل أن يفضح قضية تعرض المدنيين لمحاكمات عسكرية )...و في زمن الرئيس المصري السابق محمد مرسي لم يسكت علاء عبد الفتاح على ما اعتبره محاولة لتكميم الأفواه فكان مصيره الاتهام بالتحريض على الحكومة. 
واليوم يعيش الرفيق علاء عبد الفتاح محنة أخرى وقصة نضالية جديدة والسبب دائما رفضه للظلم والخنوع وأنه لايمكن أن يلعب دوراً غير الدفاع عن أنات المواطن المطحون و أن يكون الصوت في زمن السكوت . حيث يقوم نظام السيسي بوضعه خلف القضبان و تقييد حريته، وحسب بيان حملته الداعمة  فإن علاء تعرض للتكنيل أثناء اعتقاله وتم التعدي كذلك على زوجته منال حسن، وجاء في البيان أيضا أن الاعتقال جاء على خلفية مشاركته في نشاط نظمته مجموعة لا للمحاكمات العسكرية:

كانت مجموعة لا للمحاكمات العسكرية للمدنيين قد دعت للتظاهر يوم 26 نوفمبر أمام مجلس الشورى لحث لجنة الخمسين على وقف المحاكمات العسكرية للمدنيين في الدستور الجديد وضمان أن يُحاكم كل متهم أمام قاضيه الطبيعي. وقامت قوات الشرطة بقمع المظاهرة السلمية باستخدام عنف شديد غير مبرر. حيث قامت باستخدام المياه والغاز المسيل للدموع لتفريق المظاهرة، وبإعتقال كل من طالته يداها.تم إعتقال أكثر من 50 شخصًا بشكل عشوائي، وفي الوقت الذي تم فيه إطلاق سراح العديد منهم في نفس اليوم لتفادي الضجة الإعلامية، تم التحفظ على 24 آخرين.
ثم أصدرت النيابة أوامر ضبط وإحضار لإثنين من النشطاء المعروفين، علاء عبد الفتاح وأحمد ماهر. وفي حين أن كلاهما كان قد أعلن قراره بتسليم نفسه للسلطات، قامت الشرطة بإقتحام منزل علاء عبد الفتاح بالقوة، مساء 28 نوفمبر، وأعتدت عليه وعلى زوجته منال حسن بالضرب.
اتهمت النيابة علاء عبد الفتاح وحده بالدعوة للمظاهرة دون تصريح من السلطات,. تم إخلاء سبيل 23 من المتهمين بضمان الكفالة المالية، بينما مازال علاء عبد الفتاح وأحمد عبد الرحمن محتجزين على ذمة القضية.
علاء عبد الفتاح قصة مصرية تجعلك تطمئن على اسمترارية الإنسان المقاوم والرافض للذل في زمن يبيع فيه المناضلون ضمائرهم بين طرفة عين وانتباهتها فهو إبن لرفيقين كرسا حياتهما من أجل إعلاء قيم القانون والعدالة الاجتماعية والمساواة وأخ لمناضلة تناهض الحكم العسكري ...الحرية لعلاء ولكل رفاقه اللذين يتنفسون الحرية الاَن في سجون السيسي وليسقط القامع والجلاد وكل القوانين الجائزة .

لقد انطلق الأمر من نواكشوط

صورة من الكليب
تلقيت يوم الأحد الماضي رسالة من صديق لي على تويتر مرفقة برابط لفيديو كليب موريتاني لأغنية تحمل عنوان" It started from Nouakchott"مع تنويه بالتعليقات المرافقة له والتي تحوى هجوما عنيفا على ملابس المغني والموديل (المغني يرتدي تي شيرت يحوى العلم الأميركي والفتاة ترتدي ملابس عصرية تكشف بعض أجزاء جسمها ولا تغطي رأسها ).
تابعت الفيديو وفاجئني تصويره و مستواه الفني الرائع وفرحة  كثيرا بالجهد المبذول فيه وذلك رغم التعليقات السلبية الكثيرة،وما إن انتهيت من متابعته حتى جاءني اتصال هاتفي من صديق اَخر يسألني بغضب هل الفتاة الموجودة في الفيديو"بيظانية " ؟
وبعدها بدأت في جولة بمواقع التواصل الاجتماعي لاكتشف أن الفتاة تثير سخط الكثيرين وأن النقاش على الشبكة تحول من قضية الحوار بين منسقية المعارضة  والنظام ومستقبل الاحتقان السياسي في موريتانيا ومستنقعات نواكشوط  إلى نقاش سفور بطلة الكليب ليلى مولاي.
فقد بدأ المحافظون ينتقدون الفيديو والمشرفين عليه وخاصة الفتاة واعتبروا أنه خروج عن العادات والتقاليد الموريتانية الأصيلة وترويج للفاحشة والرذيلة في مجتمع مسلم وأنه مؤامرة غربية ضد الشباب الموريتاني،فيما دافع عنه البعض واصفا إياه بأفضل التجارب الموريتانية في مجال الفيديو كليب وأكثرها نضجا وعبروا عن سعادتهم بخروجه إلى النور، ودافعوا عن الفتاة التي ظهرت في الفيديو واعتبروا أنها حرة في جسدها وأنه لا ينبغي محاكمة الإبداع وتقييده بتقاليد بالية متخلفة عفا عليها الزمن.
ليتطور الأمر لدعوة  من حركة لا للاباحية للتظاهر ضد الكليب ومنتجيه،وكذلك إعلانها رفع دعوى قضائية ضدهم واتهامها لهم بنشر الرذيلة في المجتمع الموريتاني .
لكن هذه الضجة كانت أفضل دعاية للكليب وللمشاركين فيه فقد انتشر على الشبكة وأصبح حديث الناس(الفيديو حقق 30 ألف مشاهدة في أربعة أيام)،وفتحت كذلك صحفة على فيسبوك لبطلته حصدت عشرات المعجبين في ساعتها الأولى لنتتجاوز1400 حتى هذه اللحظة ،إلا أن الضجة جعلتني أسأل نفسي لماذا كل هذا الصراخ رغم أنه ليس أول  كليب موريتاني تظهر فيه فتاة سافرة فقد حدث الأمر كثيراً من قبل ؟ 
وعدت لأقول لنفسي هناك شيء مختلف هذه المرة فالمغني والموديل ينتميان إلى شريحة" البيظان"أما من سبقوهم  فمن فئة الزنوج- المسلمة أيضا- وهذا هو سبب الإنزعاج والزعاق والعويل،إذن الانتصار هنا ليس للدين بل للتقاليد الحسانية ولمجتمع البيظان-إنه نفاق مجتمعي-.
قصة الفيديو هذه ذكرتني بحكاية فتاة من أصول طارقية كانت تدرس في إحدى ثانويات العاصمة الموريتانية نواكشوط ،وكانت تحضر إلى الثانوية من دون أن ترتدي الملحفة وهو ماسبب الإزعاج لمدير تلك الثانوية فقرر إستدعائها وأمرها بارتداء الملحفة لأنها بيضاء و ملامحها تشبه فتيات البيظان ومن العار أن تخلع فتاة بيظانية ملحفتها وأن تخرج سافرة.

الضجة التي أثار الفيديو فتحت النقاش حول الحريات والخطوط الحمراء التي يجب أن يتوقف عندها المبدع في موريتانيا،وأنذرت ببداية الصراع بين دعاة الحرية والمحافظين بين الافكار التقدمية والتقليدية، وحول الاختلاف البين بين مكونات الشعب الموريتاني ونظرة كل منها للاَخر،وأظهرت كذلك سخافة الكثير من النخب الموريتانية التي جعلها ظهور فتاة سافرة في عمل فني تنسى أنها تعيش في دولة على مفترق طرق،عاصمتها مهددة بالغرق، ومستقبل أجيالها تحومه المخاطر بسبب سيطرة العسكر على مقاليد الحكم.
وأترككم مع  It started from Nouakchott

موريتانيا: الإنترنت والتوق إلى التغيير

صورة من إعتصام سابق للمعارضة في ساحة إبن عباس، نواكشوط

تنويه: كتبت هذا الموضوع لموقع ملتقى المدونين العرب  
كانت أول مصافحة بين موريتانيا وشبكة الانترنت في عام 1997، وتمت في نطاق ضيق فقد كانت هناك شركة وحيدة تتصل بالشبكة هي “توب تكنولوجيز”، وظل تواجد الإنترنت ضعيفاً وعلى نطاق ضئيل، فمع بداية الألفية لم يكن عدد المستخدمين يزيد عن الألفين، حيث كان الوصول إلى الشبكة يقتصر على بعض المؤسسات وبعض المقاهي في وسط العاصمة.
إلا أن هذا الرقم بدأ في الصعود وحدثت مؤخراً ثورة في الولوج إلى الشبكة وخاصة مع موجة الربيع العربي والانخفاض النسبي الذي حدث في أسعار الانترنت – رغم أنها ما زالت مرتفعة جداً بالمقارنة بالدول العربية الأخرى وبمستوى الدخل للمواطن الموريتانيالمنخفض جدا - وكذلك توفير شركات الإتصالات لخدمة الإنترنت على الهواتف النقالة فقد وصل عدد المستخدمين  إلى 180.000 مستخدم، أي 5.4% من السُكّان.
التدوين والنشاط على شبكات التواصل الاجتماعي
تشهد موريتانيا الآن طفرة في النشاط على الشبكة أفرزتها حالة الاستقطاب والاحتقان السياسي والحقوقي التي بدأت موريتانيا تعيشها مع بداية الربيع العربي، فكانت المدونات ومواقع التواصل الاجتماعي ملاذ النشطاء والمحتجين الغاضبين والمطالبين بالتغيير، وهو ما تجلى في فتح العديد من المدونات التي تنقل الاحداث وتحللها.
فعبر المدونات استطاع المدونون الموريتانيون أن ينقلوا هذه الاحتجاجات إلى جمهور أكبر وتغطيتها على عموم الحوزة الترابية لموريتانيا، وظهرت مؤخراُ العديد من المدوناتالجهوية (مدونات المدن الداخلية) والشخصية التي تنقل أخبار الأقاليم الموريتانية التي تقع خارج نطاق تغطية الصحافة التقليدية، وذلك عبر الصور والتغطيات الميدانية وهو ما كانت تفتقده الصحافة الموريتانية التي يتمركز نشاطها أساساً في العاصمة الموريتانية نواكشوط، فالمؤسسات التي تملك مراسلين في الولايات الموريتانية الداخلية أقل من أصابع اليد الواحدة ، رغم أن عدد المواقع الموريتانية التي يتم تحديثها بشكل يومي يزيد عن 250 موقع، لكن تحديثها يغلب عليه طابع اللصق والزق.
وكذلك وجد الموريتانيون في فيسبوك متنفساً، وأصبح تواجدهم عليهم يزداد بشكل متسارع، حتى وصل حسب قسم الإعلانات في فيسبوك إلى 154,000 مستخدم 72% منهم الرجال و 28 من النساء، و 57% تحت 20 سنة و 85% تحت الثلاثين سنة، وحسب نفس الاحصائية فقد زاد عدد مستخدمي فيسبوك في موريتانيا بحوالي 40 ألف خلال العام الماضي.
وحين نرصد ما يكتبه هؤلاء المستخدمون و ما يتبادلون من معلومات على فيسبوك، نلاحظ طغيان القضايا السياسية والحقوقية والمطلبية على المشهد.
فعبر فيسبوك تحدت النقاشات حول القضايا المطروحة في موريتانيا، وتتم تغطية الاحتجاجات الشعبية والشبابية، حتى أن النشطاء على هذا الموقع أصبحوا مصدراً للصور والأخبار ومغذّ أساسي للمواقع الإخبارية الموريتانية التي تأخذ ما يكتبون وما ينشرون على صفحاتهم الشخصية.
وعبر فيسبوك استطاع الشباب الموريتانيّ أن يحشد لخروجه في الخامس والعشرين من فبراير / شباط 2011 مطالباً بالدولة المدنية في ما عرف بانتفاضة شباب 25 فبراير، التي ظهرت مع بداية الربيع العربي وسقوط الطغاة في تونس ومصر، والتي واجهها النظام بالقمع والتنكيل، تلك الانتفاضة التي كان لها تأثير كبير في زرع ثقافة الاحتجاج في الشارع الموريتاني. وكذلك قام النشطاء الموريتانيون عبره وعبر المدونات بإطلاق حملات تدوينية ضد الفساد والقمع وغياب المؤسسية وضد شركات التعدين الأجنبية في موريتانيا. وأطلقت من خلاله العديد من المبادرات الثقافية والتنويرية (مبادرة ملتقى 21 أغسطس الثقافي – مبادرة “اتكلمي” للانتصار لحقوق المغتصبة – مبادرة المعرفة للجميع لتشجيع القراءة).
أما تويتر فلا يزال الحضور الموريتاني عليه دون المستوى مقارنة مع فيسبوك رغم أنه شهد مؤخراً طفرة في الأعداد المتواجدة من الموريتانين، وكذلك الحسابات النشطة عليه (2000 مستخدم موريتاني على تويتر حسب الشبكة العربية لمعلومات حقوق الانسان)، وأصبح أيضا مكاناً جيداً بالنسبة للنشطاء الموريتانيين لإطلاق الحملات الإلكترونية ضد النظام وللتغطيات الميدانية وكذلك ربط الصلات بالنشطاء الدوليين والعرب وسائل الاعلام الدولية والعربية.
السلطة والنشاط على الشبكة
رغم أنه يوجد في موريتانيا قانون يمنع السجن في قضايا النشر والتعبير عن الرأي إلا أن المدونين الموريتانيين يتعرضون باستمرار للتنكيل والقمع و التوقيف وذلك حين يقومون بتغطية الاحتجاجات الشعبية ونشر أخبار مزعجة للنظام، وكانت آخر تلك القصص توقيفالمدون الموريتاني باباه ولد عابدين، الذي تم توقيفه لمدة خمس أيام على خلفية كشفه لحادثة اغتصاب حدثت في ولاية تكانت في الوسط الموريتاني.
وكذلك سبق وأن قامت نقابة الصحفيين الموريتانيين بالتظاهر قي وقت سابق ضد القمع الذي يتعرض له الصحفيون أثناء تغطيتهم للاحتجاجات.
لكن ما يبعث على القلق لدى المدونين الموريتانيين هو مصادقة مجلس الوزراء الموريتاني في الثالث من أكتوبر/ تشرين الأول على مشروع قانون لتنظيم “مجتمع المعلومات الموريتاني” يحمل عبارات فضفاضة اعتبرها المدونون محاولة من الحكومة للسيطرة على عالم شبكة الإنترنت والتدوين من خلال قانون يكمم الافواه ويقيد الحريات. وهذا نص القانون:
“إن ظهور مجتمع المعلومات على اثر الثورة الرقمية وفي ظل العولمة يستدعي اتخاذ استراتيجيات وطنية من أجل إنشاء إطار مناسب للتقنيات الجديدة للتنمية،
وفي هذا السياق يهدف مشروع القانون التوجيهي الحالي إلى تحديد المبادئ الأساسية للمجتمع الموريتاني للمعلومات وإطاره المؤسسي وحقوق وواجبات مختلف الفاعلين وأسس الشراكة وحيثيات التمويل أخذا بعين الاعتبار لضرورة المحافظة على النظام العام وصيانة الأخلاق الفضيلة”.
-مشروع قانون يتعلق بالجريمة السبرانية.
يضع مشروع القانون الآليات القانونية والتنظيمية للجرائم والجنح المتعلقة بتنمية التقنيات الجديدة للاعلام والتحولات المرتبطة بها وذلك من خلال مجموعة من الأحكام القانونية والجنائية الهادفة إلى حماية المصالح العليا للوطن وحقوق المواطنين.”

ليس القمع والتنكيل وحده ما يؤرق المدونين في موريتانيا لكن ضعف الإنترنت وسوء خدمات الشركات المزودة بالخدمة يصعب النشاط على الشبكة، ففي كثير من الأحيان تنقطع الشبكة ويصعب ولوج بعض المواقع وحتى يحجب بعضها لكنهم يراهنون على تطور الشبكة أكثر من أجل خلق رأي عام أكثر فاعلية رافض للفساد والظلم ولإنتهاك حقوق الإنسان في موريتانيا ومطالب بالتغيير.

ماديبا الإنسان

أثناء تأبين مانديلا في نواكشوط بساحة مايو 
من وسط غبار الطغيان والعنصرية والكراهية واحتقار الانسان وغيوم أسطورة تفوق الرجل الأبيض ودونية الأسود وسيطرت الخرافة والجهل...خرج ذلك المارد الأسود وأعلن ثورته على الظلم و التمييز العنصري...تقلبت أحواله و أفكاره من اليمين إلى اليسار وصقلته التجارب حتى أصبح إنساناً يسمو فوق العرق واللون والدين...تخلص من فكرته المسبقة عن بعض التوجهات الفكرية فقد كان ينظر بالريبة للشيوعيين ويعتبر فكرهم غريبا على بلده الإفريقي و لكن بعد احتكاكه بهم ونقاشه معهم أصبح معجباً بطرح كارل ماركس و فريدريك أنجلز و رافقهم و دعموا نضاله واحتضنوه داخلياُ وخارجياً...عارض اتفاقية الدفاع عن حرية التعبير في جوهانسبرغ التي اطلقت سنة 1950 المكونة من نشطاء أفارقة وهنود وشيوعيين و التي دعت إلى إضراب عام ضد نظام الفصل العنصري و السبب أن المبادرة ليست بقيادة حزب المؤتمر الوطني الأفريقي لكن بعد دراسته للتجربة عرف أنه أخطاً ولم يكابر و وضع يده بعد ذلك في يد نشطائها واَمن بضرورة العمل مع الجميع وأممية الإنسان وضرورة الاعتراف بالتنوع والاَخر...ناضل سلمياً سنين عديدة وحين تبين له أن الكفاح المسلح أصبح ضروريا وأن الوقوف في وجه عنف الدولة العنصرية يتطلب السلاح واستخدام القوة شارك عام 1961 في تأسيس حركة مسلحة تحمل إسم «اومكونتو وي سيزوي» ("رمح الأمة"، يختصر MK)...رفض أن يساوم على نضال شعبه وكان صوته الصادق و رسوله إلى العالم وأقنع نضاله البشر في أرجاء المعمورة...لم يفكر يوما في مصلحة ذاتية وصبر على السجن والعذاب سنين عديدة واَمن بطول النفس في النضال،و لم يترك للاحباط فرصة ليتسلل إلى خلجات نفسه الثائرة، فقد قال في كتابه (مسيرة طويلة نحو طريق الحرية):

"ولم يدر في خلدي قط أنني لن أخرج من السجن يوماً من الأيام،وكنت أعلم أنه سيجئ اليوم الذي أسير فيه رجلاً حراً تحت أشعة الشمس والعشب تحت قدمي ؛ فإنني أصلاً إنسان متفائل، وجزء من هذا التفاؤل أن يُبقى الإنسان جزءاً من رأسه في اتجاه الشمس وأن يحرك قدميه إلى الأمام . وكانت هناك لحظات عديدة مظلمة اختبرت فيها ثقتي بالإنسان بقوة ولكنني لم أترك نفسي لليأس أبداً . فقد كان ذلك يعني الهزيمة والموت".
تعلم من تجاربه وقيمها و لم يكن يتعصب للفكرة ولا للرأي فحين تقنعه بفكرة  كان يسير خلفها ويعمل من أجل نجاحها.
وحين تبين له أن هناك أمل في أن تقوم مصالحة وطنية في وطنه لم يتعصب و لم ينتصر لنفسه وكان صوت الحكمة والتضحية، لم يحاول الانتقام بل كان مثالاً للانسان المتسامي صاحب النظرة المستقبلية و لم يجر أحقاد الماضي لطاولة الحوار،و لم يسمح لها بالدخول في تفاصيل الجلسات.
وحين خول له نضاله الوصول إلى الكرسي و حكم وطنه لم يتجبر ولم يغتر وحاول أن يمثل حكمه نموذجا للتعايش والتشارك في الوطن،ولم يحاول أن يمكث في الحكم ولا استغلال تاريخه وعاطفة شعبه نحوه وترك للأجيال القادمة الفرصة في الحكم وذهب من بعد فترة رئاسية واحدة .
وحتى في هرمه وشدة وطأت المرض عليه وخروجه من إطار ودائرة السلطة لم يترك خدمة الشعب فقد ظل مواطناً مبادرا من أجل شعبه و دأب على مساعدة الفقراء والمرضى فيه و كل من يحتاج للعطف والحنان.
حاول قدر المستطاع أن ينقل قيم تجربته النضالية إلى أصقاع الأرض و أن يدعم الشعوب التي ترزح تحت نير الاستعمار والطغيان،فقد كان داعما شرسا لنضال الشعب الفلسطيني وصوتا من أصوات الشعوب التواقة للحرية في قارته السمراء المثقلة بالجراح والماَسي ...
إنه روليهلاهلا ماديبا أو" نيلسون مانيدلا" أيقونة النضال من أجل كرامة الإنسان في جنوب إفريقيا والعالم ،ذلك الرجل الذي تبكيه البشرية اليوم لا لماله ولا لسطوته، إنما لكونه إختار أن يكون إنسانا فقط.

مصادر :
ويكيبيديا
كتاب :مسيرة طويلة نحو طريق الحرية 

اَلان غريش في القهوة التونسية بنواكشوط



أنا مع اَلان غريش من تصوير صديقي @bHourma 
 كان جو القهوة التونسية في نواكشوط "قهوة رؤوف"مختلفا واستثنائيا فقد خفت صوت لاعبي الورق وأخذت "الشيشة " مكانا قصيا في القهوة إستحياء وترحيباً بضيف شباب القهوة متعدد الثقافات ومتنوع المشارب الصحفي الفرنسي المعروف " اَلان جريش" الذي حضر الى القهوة تلبية لدعوة من  ملتقى 21 أغسطس، وجاء ضيف القهوة بزي بسيط ووجه بشوش جاهز لحوار الشباب الموريتاني حول  قضية "الاسلام والغرب بعد الربيع العربي".

حيث بدأ كلامه بالتأكيد على ضرورة الفصل بين الشعوب والحكام في العالمين الغربي والعربي كذالك بعدم أخذ الشعوب الغربية على أنها تشكيل واحد ونفس الشيء ينطبق على المسلمين،فمثلا المسلمون فيهم السنة والشيعة وعدة طوائف أخرى ،فيهم المتطرف والمتسامح فالاندنوسي يختلف عن المصري والسينغالي يختلف عن المغربي والأمر كذالك ينطبق على الغربيين  فيوجد العنصري والمتعصب والمحب للاَخرفهناك منظمات غربية دعمت شعبا مثل الشعب الفلسطينى أكثر من دعم الحكام العرب له. 
أيضا قال  لا يمكن فهم العالم على أنه اختلاف ديني فالمسيحية مثلا في فرنسا لم تعد لها  تأثير،وفي سياق متصل  قال" جريش "هناك فعلا فوبيا من الإسلام في الدول الغربية والمستغرب أن الكثير من اليساريين هم في طليعة المروجين لها فمثلا تخندقوا ضدي مع اليمينيين حين أدليت  بآراء منصفة للمسلمين،كذالك قال أنه لاحظ أن مروجي هذه الفوبيا يخافون كل الخوف من نموذج المسلم الذي يقدمه "طارق رمضان" كونه يقدم إنسانا مندمجا في المجتمع يتحدث بلغة الغرب.
 قال كذلك أنه ضد الرسوم المسيئة لكن لا يشجع الركون إلى قوانين تقوض حرية التعبير فمثلا هو يصدق "الهلوكوست" "لكنه ضد أن يجرم من يكذبها .
أيضا قال "اَلان جريش" أن العالم العربي تغير تغيرا جذريا بعد الربيع العربي فالمواطن قرر أن يثور لكرامته وأن يأخذ حقه ولن يعود إلى الوراء فالربيع العربي كان بحثا عن الكرامة و "البوعزيزي "يمثل هذا الربيع فلم يكن سياسيا أيضا يمكن القول أن الربيع العربي أدخل العرب المنظومة العالمية بعد أن كانوا خارجها لفترة من الزمن فتأثيرات الربيع العربي وصلت كل الأقطار في العالم من أمريكا إلى أوربا ، قال أنه متفائل جدا لمستقبل العالم العربي  وذالك  لتفاؤله  بهذا الجيل الذي قاد ربيعه ...أيضا الربيع العربي جدد الثقة في ما يعرف بالوطن العربي  فأثبت أن ما يحدث في تونس يؤثر في مصر  وما يحدث في مصر يمس لييبا فالعالم العربي وحدة مترابطة ...
أيضا تطرق جريش لنتائج الربيع العربي وخاصة وصول الإسلاميين متمثلين في" الإخوان المسلمين " إلى الحكم حيث قال :
من الجيد وصول الإخوان الى الحكم في تونس ومصر حتى يوضعوا على المحك وينتقلوا من المعارضة إلى ممارسة المهام والحكم فهم في زمن معارضتهم كانوا يحملون شعارات سهلة تهيج عواطف الناس مثل " الاسلام هو الحل" لكن هذه الشعار رغم أنه يهيج عواطف الناس إلا أنه لايمكن أن تخلق به نهضة ، فالإخوان لا يمتلكون مشروعا للحكم ولا يملكون جوابا للكثير من الأسئلة والقضايا الاقتصادية والاجتماعية المطروحة في العالم العربي اليوم .
وقال الإخوان مثلا في الانتخابات التشريعية حصلوا على 11 مليون صوت من المصريين أما مرشحهم مرسي فلم يحصل  إلا على 5 ملايين صوت في الدور الأول من الانتخابات الرئاسية وهذ دليل على تراجع شعبيتهم بعد وصولهم للحكم .
و قال أنه لا يخاف من أخونة الدولة المصرية  ففي دولة القانون والمؤسسات وفي ظل الديمقراطية والشعب الثائر  لا يمكن للإخوان أن يقوموا بما يحلوا لهم من دون إرادة الشعب وحتى ولو كان شفيق نجح ما كان بإمكانه أن يرجع النظام القديم فالشعب تغير وعناصر المعادلة تبدلت فالشعب هو سيد الموقف الاَن .
أيضا تحدث "جريش "عن معضلة القوميين واليساريين وعدم استطاعتهم إقناع الشارع حيث قال :
مشكلة اليساريين  والقوميين أنهم لا يمتلكون رؤية واقعية للوضع القائم في بلدانهم ويختصرون القضية في الصراع مع الإخوان. وأضاف رغم إعجابي بجمال عبد الناصر وتجربته إلا أنها فشلت في النهاية والتاريخ لا يعود  إلى  الوراء فمثلا كان باستطاعة عبد الناصر أن يأمم قناة السويس ويفعل الكثير لكن في ظروفنا اليوم لا يمكن أن يعمل النظام خارج المنظومة الدولية ويعيد ما فعله عبد الناصر .
وقال أيضا أن العرب سيصنعون تجربتهم الديمقراطية الخاصة التي تليق بهم وبنضالهم ..
وأبدى غريش تأسفا على الوضع في سوريا وقال أنه لا يجد جوابا لسؤال مالحل في سوريا؟ .إلا أنه يؤكد على أن التدخل العسكري الغربي لن يكون إلا ضاراً بسوريا وشعبها .
وأكد غريش على أنه على الحركات التغييرية في العالم من كل أقطاره محاولة التلاقي وخلق حوار بين الشعوب التواقة للحرية والكرامة .
كذالك طالب" غريش " الحركات الشعبية في الغرب مواصلة دعم الحراك الديمقراطي في الوطن العربي.
وبعد حوار شيق غادرنا" ألان غريش " حوار مع شخص يتضح فيه وسع الباع والثافة وتنوع المشارب... شخص تتصارع في تكوينه منذ الطفولة مجموعة من التقاليد والأعراق والاديان  المختلفة،فهو إبن لرجل قبطي وأم يهودية وعاش حياته في أحضان بلد الأنوار فرنسا وعرف بمعاداته للعولمة ومناصرته للقضايا العادلة وخاصة للقضية الفلسطينية .

وبعد مغادرته لنا تذكرت صديق لي قام يصرخ ذالك يوم في القهوة بعد أن أزعجه أحد زبنائها وقال للأسف كان رواد المقاهي  في فرنسا  فلان وفلا ن وفي موريتانيا هكذا أوباش هم روادها ...وأردت أن أخبره  الاَن أن "اَلان غريش" زار قهوة "رؤوف".

الانتخابات تزيد الاحتقان في موريتانيا

رئيس اللجنة المستقلة للانتخبات في كيفة  وهو نائم بجانب صناديق الاقتراع
بدأت النتائج الأولية للانتخابات التشريعية والبلدية في الظهور و طفت مجدداً على السطح قصص التزوير والتأثير على إرادة الناخب الموريتاني،وانطلق النقاش حول نجاعة المشاركة وسلامة موقف المقاطعين والرافضين للانخراط في هذه اللعبة.
فالمقاطعون يعتبرون أن موقفهم المبدئي من الانتخابات،هو رفض للانخراط في لعبة تهدف إلى تشريع الحكم العسكري وتقوية القبيلة وتقويض الدولة،وأنهم نجحوا في ايصال صوتهم وتعرية الانتخابات وجعلها مشردة داخليا وخارجيا (الانتخابات الحالية رفض الاتحاد الأوربي والأمم المتحدة وكثير من المنظمات الدولية مراقبتها ) .فهذه الانتخابات تمت مقاطعتها من طرف طيف كبير من الشعب الموريتاني،فمن بين أكثر من مليوني موريتاني يحق لهم التصويت لم يسجل على اللائحة الانتخابية سوى مليون و مائتي ألف مواطن موريتاني وذلك بعد مطالبة أطياف من المعارضة بمقاطعة ذلك الاحصاء. وحتى الذين سجلوا على اللائحة الانتخابية فقد قاطع منهم الكثيرون،فحسب التلفزيون الرسمي نسبة المشاركة كانت 60 % (اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات لم تعلن نسبة حتى الاَن ) وهي نسبة مازالت محل تشكيك، لكنها حتى لو كانت صحيحة فذلك يعني أن 40 % من المسجلين على اللائحة الانتخابية قاطعوا الانتخابات،وحين نقارن نسبة المشاركة في الانتخابات الحالية باَخر انتخابات تشرعية نجد أن النسبة شهدت انتكاسة فنسبة انتخابات 2006 كانت 73,42% .
ويدعم المقاطعون للانتخابات موقفهم بحوادث التزوير التي تحدثت عنها بعض الاحزاب المشاركة في الانتخابات ، فمثلا أصدر حزب تواصل الاسلامي ورقة رصد فيها مجموعة من الخروقات التي شابت عملية الاقتراع.مثل التصويت بدون بطاقة التعريف، عدم تمكين ممثلي اللوائح من التثبت من هويات الناخبين، التصويت عن آخرين دون مبرر، السماح بتصويت ناخبين غير مسجلين على اللائحة باستخدام أسماء ناخبين آخرين، محاولة عسكريين التصويت وهم يرتدون أثوابا مدنية، منع بعض الناخبين من التصويت ما لم يحضر ناخبون آخرون،منع بعض الناخبين من التصويت بحجة أن أسماءهم سبق التصويت عليها،ممارسة بعض مسؤولي المكاتب للدعاية الحزبية داخل المكتب، تردد بعض أعضاء الحكومة على مكاتب التصويت  رغم أنهم غير مسجلين أصلا في الدائرة الانتخابية وتوجيههم للناخبين، منع ممثلي الاحزاب من دخول المكاتب رغم حملهم اعتمادات من اللجنة المستقلة للانتخابات ومن الحزب .
وكذلك تحدث حزب تواصل عن قيام اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات بتغيير النتائج لصالح الحزب الحاكم .
وهو ما أكدته شهادته أدلى بها عضو احدي ممثليات اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات لموقع ديلول ،قال فيها :

"إنه تفاجأ بتغيير نتيجة انتخابية ارسلتها لجنته المحلية للجنة الانتخابية المركزية. وأوضح عضو اللجنة الفرعية انه عندما كان يستمع لنقل اذاعة موريتانيا من استديوهها المركزي داخل مقر اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات في نواكشوط، للنتائج النهائية التي تقدم للصحفيين في الاستديوه، لاحظ تغيير نتيجة مكتب من المكاتب التي كانت لجنته الفرعية قد ارسلت نتائجها، لصالح لائحة حزب الاتحاد من اجل الجمهورية، حيث وضعتها في المقدمة بينما كانت في المؤخرة".
وكذلك حديث مسئول الإعلام في حزب التحالف الشعبي التقدمي عثمان ولد بيجل عن التزويرالكثيف في الانتخابات وتواطؤ اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات .
و مايبعث على القلقل ويؤكد التزوير هو تأخر اصدار النتائج من قبل اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات
، وهو ماجعل العديد من الأحزاب المشاركة في الانتخابات تؤكد أن هناك نية لاستبدال النتائج،ما أدى إلى محاصرة أنصار حزب الوئام لمكاتب اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات في روصو والمذرذرة جنوب موريتانيا وقيام أنصار حزب تواصل الاسلامي بمحاصرة مقر اللجنة في لعيون في الشرق الموريتاني وحدوث مواجهات في مدن موريتانية عديدة .و أفرزت النتائج الاولية للانتخابات اكتساح الحزب الحاكم والاحزاب التي تدور في فلك النظام لمقاعد البرلمان وعدم حصول "المعارضة المشاركة " على تمثيل محترم، فما أعلن عنه حتى الاَن من نتائج يجعل تمثيل المعارضة المشاركة فضائحي فمقاعدها لاتقارن بماحصدت المعارضة في اَخر انتخابات تشريعية (الانتخابات التي نظمت بعد الاطاحة بالرئيس الموريتاني السابق معاوية ولد سيد أحمد الطائع )،رغم دخولها في شوط ثاني في بعض المناطق لكن المراقبون يجدون أن تأجيل الحسم إلى الشوط الثاني ماهو إلا مقدمة لمزيد من التزوير لصالح النظام .
حتى الاَن لم يصدر أي رد فعل سلبي من ناحية أحزاب المعارضة المشاركة (تواصل والتحالف الشعبي التقدمي) ومازالت تقول أنها متقدمة وتدافع عن مشاركتها في الانتخابات رغم الأخبار التي تفيد أنها تمثيلها سيكون ضعيف جداً.
لكن أظن أن مع إعلان النتئائج بشكل رسمى وتأكد استحواذ الحزب الحاكم على البرلمان قد نشهد تطوراً في المشهد الانتخابي
، وقد نجد انسحابات من الانتخابات،ورجوع لمعسكر المعارضة المقاطعة من قبل المشاركين من مسعكر المعارضة،وهو مايجعل الأزمة تتطور والصراع يدخل مراحل جديدة .
فالمعارضة ستظل على موقفها من هذه الانتخابات وسترفض نتائجها كما رفضت المشاركة فيها،مايطعن في شرعية البرلمان المنبثق عنها وبالتالي سيكون لدينا برلمان مطعون في شرعيته ومؤسسة رئاسية إنقلابية لا تحظى بأدنى شرعية.
وستظل الأزمة السياسية على حالها وقد تتفاقم الأمور حين يحين موعد الانتخابات الرئاسية المفترض تنظيمها في العام القادم فبالاضافة إلى أزمة الشرعية
،هناك أزمة الغضب من البطالة والفقر والظلم الاجتماعي والفساد والنهب الممنهج للثروة .

موريتانيا : الشركات الأجنبية تتسابق في فصل الموريتانيين

العامل الشيخ ولد محمد ولد اسويدي الذي فقد أصابع يده أثناء عمله في mcm لترميه الشركة بعدها
انقشع غبار الانتخابات التشريعية في موريتانيا وانتهى العرض الهزلي ليفرغ الشعب إلى همومه وماَسيه الحقيقة بعد متابعته لمسلسل مكسيكسي تافه سيء الاخراج والسيناريو . وكانت أول الصدمات التي تقابل المواطن الموريتاني هي دخول شركات التعدين الأجنبية العاملة في موريتانيا في خطة لتطهير مناجمها وشركاتها من العمال الموريتانيين.
فقد قامت شركت كينروس تازيزت الكندية التي تستخرج الذهب الموريتاني يوم الأحد 22-12-2013 باخطار 293 عاملا من عمالها بتسريحهم ،272 منهم في منجم تازيازت، من ضمنهم 71عاملا في مجال التنقيب؛ و 21 في مكاتب نواكشوط في العاصمة نواكشوط . 

وقد أصدرت الكونفدرالية العامة لعمال موريتانيا بيانا يوضح عدم قانونية فصل عمال الشركة قالت فيه :

• ان قرار كنروس تازيازت القاضي بالفصل الجماعى لمجموعة من عمالها يعتبر باطلا بقوة القانون وعديم الأثر نظرا لمخالفته الصريحة للمسطرة القانونية المنصوص عليها فى المادة 55 و ما بعدها من مدونة الشغل والمادة 30 من الاتفاقية الجماعية للشغل والمتعلقة بالفصل لأسباب اقتصادية.• ان المسوغات التي ساقتها ادارة كنروس تازيازت لتبرير تقليص العمال والمتمثلة في تراجع سعر الذهب وارتفاع تكلفة الاستخراج ليست مقنعة بالمرة حيث لا توجد بالضرورة علاقة سببية بين ارتفاع أسعار الذهب وارتفاع تكلفة الانتاج. ثم ان سعر الذهب أثناء شراء منجم تازيازت من طرف شركة كنروس كان أقل من سعره في الوقت الراهن (حيث لم يكن سعر الذهب في 30 يونيو 2010 يتجاوز 1197 دولار بينما وصل سعر أونصة الذهب أمس الأول (20 دجمبر 2013) حدود 1202 دولار في الوقت الذي يجمع معظم المحللين علي أن أسعار الذهب ستعاود الارتفاع خلال العام المقبل) أضف الي ذالك الي أن الشركة تمكنت من تعويض خسائرها الناجمة عن تراجع أسعار الذهب من خلال خفض قيمة العملة المحلية ( التي يتم بها دفع أجور ومستحقات العمال) الذي شهدته بلادنا خلال السنوات الأخيرة .
وحسب بعض المصادر العمالية فان شركة كينروس تازيازت قامت بتحويل عمال تابعين لها في غانا إلى موريتانيا وذلك لعدم حاجتها لهم في دولتهم لأن نشاطها فيها يشهد انتكاسة و لكنها لم تستطع تسريحهم بسبب تهديد الحكومة الغانية لها بالطرد إن فعلت ولكن الحكومة الموريتانية سمحت لها أن تستجلبهم إلى موريتانيا من أجل العمل في فرع الشركة فيها وتسرح بعض العمال الموريتانيين .

وعلى نفس المنوال سارت شركت mcm الكندية التي تستخرج النحاس والذهب في موريتانيا .حيث قامت صباح اليوم الإثنين ٢٣-١٢-٢٠١٣ بفصل١٦٠ عاملاً من عمال المقاولة SMBTD\Aprescoge كدفع أولي، بالاضافة  إلى  الحديث عن دخول الشركة في تنفيذ خطتها الرامية إلى فصل 250 من عمال الشركة الأم خلال هذا الأسبوع ، وكانت شركة mcm قامت الأسبوع المنصرم بفصل ١٦ عاملا من عمال الحراسة التابعين لمقاولتها MSS . 

وفي إتصال لي مع العامل عالي ولد محمد سيدي من مدينة أكجوجت وهو أحد المتضررين من عملية الفصل قال لي :

"نحن نتعرض لعملية انتقام بسبب الاضربات التي قمنا بها العام الماضي من أجل انتزاع حقوقنا والانتصار لكرامتنا (تم قمع هذا الاضراب بوحشية من قبل النظام الموريتاني وتوفي العامل ولد الشظوفي خلاله بعض تعذيب الحرس الوطني له )والشركة تربح بشكل واضح وتطور أنشطتها وتوسعها وهي بحاجة للعمال لكنها تقصد استبعاد الموريتانيين واستقدام الأجانب وترفض أن تعطينا أبسط حقوقنا وأن تعاملنا كبشر لهم كرامه."
وأضاف :

"للأسف مفتشية الشغل متواطئة مع الشركة وكذلك النظام و الأمن فنحن عندما حضرنا اليوم إلى مقر الشركة جائنا الأمن وقال لنا من يوجد إسمه في هذه اللائحة عليه المغادرة الاَن وإلا سنستخدم العنف ."
وأنهى حديثه معي قائلا :

"إن هذه الوضوعية لن تؤدي إلا إلى الانزلاق إلى مزيد من التأزم وأنها خطر على استقرار البلد لأن عمال هذه الشركات مجموعة من معيلي الأسر وتشردهم خطير على الوطن ."
وقد أجريت اتصال بصديقي الناشط العمالي عثمان ولد كريفيت حول الموضوع قال لي فيه :
إن الشركة كانت تؤجل عمليات الفصل هذه حتى تنتهي الانتخابات وذلك حسب رغبت النظام،و أضاف :
"منذ 3 اشهر والمدير العام ل MCM يهدد بفصل 250 عاملاً بعد أن فصل 42 من عمال التنقيب و100 عامل من عمال الطريق .وعندما اقتربت الانتخابات واشتكي من يسمون اليوم مناديب الشركة بمحاولة أخذ المساطر القانونية وتم دعوة الجميع الي ادارة الشغل لم يتراجع المدير.
وانما طلبت منه الدولة أن يؤجل هذا الفصل وكان من المتوقع أن يكون بعد الشوط الأول وعندما أسفرت الانتخابات عن شوط ثاني أجل القرر ليقوم به يوم أمس بعد انتهاء الشوط الثاني .
السلطة يوم أمس عندما استلمت الرسالة من المدير العام كانت مذهولة وتتخوف من اضراب وخاصة أن الفصل متعدد بين الشركات والمنتظر يشمل الكثير من معيلي الأسر"
وقال كذلك أن القرار باطل من الناحية القانونية لأنه تم قبل أن تنهي لجنة الوساطة أعمالها التي مازالت عالقة مع وزارة الشغل .
كل هذا يحدث وسط صمت تعيس وتواطؤ من قبل الوجهاء المحليين والمواقع الاخبارية الموريتانية والنظام وبعض السياسيين والسبب هو أن هذه الشركات تقوم برشوة الكل من أجل السكوت على جرائمها التي لاتقتصر على فصل العمال الموريتانيين بل تتجاوز ذلك إلى نهب الثروة وتلويث البيئة وهي التي لا تمنح لموريتانيا سوى الفتات من خيرات ما تستخرج من أرضها .
ويبقى السؤال المطروح إلى متى ستظل هذه الشركات تنهب ثروتنا وتحتقر عمالنا ونحن ساكتون؟